اعراض قصور الغدة الكظرية
الغدة الكظرية هي إحدى الغُدد الصمّاء التي تؤدي دورًا هامًا في جسم الإنسان عبر إفراز بعض الهرمونات في مجرى الدم. عندما تعجز تلك الغدة عن إفراز الهرمونات بالكمية التي يحتاجها الجسم، تظهر اعراض قصور الغدة الكظرية.
يؤدي اضطراب مستوى هرمونات الغدة الكظرية -بالزيادة أو النقصان- إلى ظهور العديد من الأعراض والمضاعفات المُزعجة التي تؤثر بالسلب على صحة الإنسان.
نبذة عن الغدة الكظرية وهرموناتها
قبل التحدث عن اعراض قصور الغدة الكظرية أو الاضطرابات التي قد تُصيبها، ينبغي لنا التعرف على وظيفة تلك الغدة في جسم الإنسان.
إنَّ الغدة الكظرية زوجٌ من الغُدد الصغيرة تقع فوق الكُلى، أي أن الغدة الكظرية بالأساس عبارة عن غُدّتين تقع إحداهما فوق الكُلية اليمنى، بينما تقع الغُدة الأخرى فوق الكُلية اليُسرى (تأخذ تلك الغدد شكل الهرم أو المثلث تقريبًا).
تؤدي الغدد الكظرية دورًا هامًا في العديد من العمليات الحيوية، مثل:
- تنظيم ضغط الدم.
- التحكُّم في مستوى السكر في الدم.
- تنظيم عملية التمثيل الغذائي (عملية تحويل الغذاء إلى طاقة).
- تنظيم عَمَل الجهاز المناعي.
- الاستجابة للضغوط العصبية والتوتر.
تؤدي الغدة الكظرية الوظائف التي ذكرناها أعلاه عبر إفراز بعض الهرمونات في مجرى الدم. تشمل هذه الهرمونات:
هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)
إنَّ هرمون الكورتيزول (Cortisol) يُعرف أحيانًا باسم “هرمون التوتر – Stress hormone” لأنه يُساعد الجسم على الاستجابة للضغوط والمُثيرات العصبية. تتمثل وظيفته في:
- التحكُّم في مستوى ضغط الدم.
- السيطرة على مستوى الجلوكوز (السكر) في الدم.
- تقليل الالتهابات.
- التحكُّم في عمليات الأيض (عمليات التمثيل الغذائي المُتمثلة في تحويل الطعام إلى طاقة كما ذكرنا آنفًا).
هرمون الألدوستيرون
يُحافِظ هرمون الألدوستيرون (Aldosterone) على التوازن بين مستويات عُنصرَيّ الصوديوم والبوتاسيوم اللذان يُعدان من العناصر الأساسية في الجسم.
تتمثل أهمية هذين العنصرين في:
- الحفاظ على نسبة الأملاح والماء في الجسم، وهي خطوة مُهمة للتحكمّ في ضغط الدم.
- الحفاظ على سلامة العضلات والأعصاب.
- يُساعد عنصر البوتسايوم -تحديدًا- على تنظيم مُعدَّل ضربات القلب.
عند اختلال مستويات هرمون الكورتيزول أو الألدوستيرون، تتأثر العديد من الوظائف والعمليات الحيوية في الجسم، فمثلًا: قد تُفرز الغدة الكظرية كمًا ضئيلًا من الهرمونات، فتختل العديد من الوظائف الحيوية في الجسم..
وعلى النقيض، قد تُفرز الغدة الكظرية كميات كبيرة من الهرمونات، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة تؤثر بالسلب على صحة المريض.
تُسمى الحالة التي تعجز فيها الغدة الكظرية عن إفراز كمية طبيعية من الهرمونات بـ “قصور الغدة الكظرية”، وهي حالة تُصنَف إلى نوعين:
قصور الغدة الكظرية الأوليّ
حالة تنتج عن تلف الغدة الكظرية نفسها، فلا تُفرِز كميات كافية من هرمون الكورتيزول والألدوستيرون. قد تتلف الغدة الكظرية نتيجةَ الإصابة بمرض مناعي معروف باسم “داء أديسون”، وهو يؤدي إلى هجوم الجهاز المناعي على خلايا الغدة لإتلافها.
قصور الغدة الكظرية الثانوي
هذه الحالة لا تنتج عن تلف الغدة الكظرية، إنما تنتج عن وجود مُشكلة في غُدةٍ أخرى. يُصاب الإنسان بقصور الغدة الكظرية الثانوي بسبب وجود خلل في الغدة النخامية (غدة بحجم حبَّة البازلاء تقع في قاعدة الدماغ).
تُنتج الغدة النخامية الهرمون المُنشط لقشرة الكظرية (بالإنجليزية: adrenocorticotropic hormone واختصارًا: ACTH)، يعمل ذلك الهرمون كمِرسال يُعطي إشارةً إلى الغدة الكظرية فيأمرها بإنتاج هرمون الكورتيزول والألدوستيرون.
مما سبق نستنتج أنَّه إذا لم تُنتج الغدة النخامية كمًا كافيًا من هرمون ACTH، لن تُفرز الغدة الكظرية هرموناتها بكفاءة، وبالتالي يُصاب الشخص بقصور الغدة الكظرية.
ما هي اعراض قصور الغدة الكظرية؟
تتمثل اعراض قصور الغدة الكظرية في:
- الضعف العام والإرهاق.
- الدوخة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- آلام العضلات.
- الغثيان.
- القيء.
- الإصابة بالإسهال.
- انخفاض مستوى ضغط الدم.
- انخفاض مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم.
- اضطراب مواعيد الدورة الشهرية أو غيابها تمامًا (بالنسبة للنساء).
تزداد حِدة مُعظم الأعراض التي ذكرناها أعلاه عندما يتعرض المريض إلى أي ضغط نفسي.
ما هي مضاعفات قصور الغدة الكظرية؟
إذا تجاهَل المريض أعراض قصور الغدة الكظرية اعتقادًا منه أنها علامات مؤقتة ناتجة عن التعب أو الإجهاد البدني، فإنه يُعرِّض صحته للخطر.
يؤدي إهمال علاج قصور الغدة الكظرية إلى تدهور الحالة الصحية والإصابة بالمضاعفات التالية:
- آلام شديدة في البطن.
- الانخفاض الشديد في مستوى ضغط الدم نتيجة عدم إفراز هرمونات الغدة الكظرية بنسب كافية.
- الضعف البدني والوَهَن الشديد.
- اضطراب معدل ضربات القلب نتيجة اختلال مستويات عنصر البوتاسيوم في الدم.
- الفشل الكلوي.
ومع مرور الوقت دون الخضوع للعلاج المناسب، يصغُر حجم الغدة الكظرية وتتوقف تمامًا عن العمل.
هل توجد أدوية لعلاج قصور الغدة الكظرية؟
هناك بعض الأدوية التي يصفها الأطباء المُختَّصون لأجل علاج قصور الغدد الكظرية. تتمثل وظيفة تلك الأدوية في تعويض الهرمونات التي يحتاجها الجسم (أي أن فكرة العلاج تتمثل في تعويض هرمونات الغدة الكظرية من مصدر خارجي).
لكن قبل وصف أي أدوية، يُجري الطبيب بعض الفحوصات التشخيصية للمريض، من ضمنها:
- تصوير منطقة البطن بالأشعة المقطعية المحوسبة (CT scan) من أجل مُعاينة حجم الغدة الكظرية.
- تصوير الغدة النخامية بأشعة الرنين المغناطيسي لتشخيص قصور الغدة الكظرية الثانوي.
- تحاليل الدم للتحقق من مستويات عنصريّ البوتاسيوم والصوديوم في الدم، إلى جانب معرفة مستوى الهرمون المُنشط لقشرة الكظرية (ACTH)، ومستوى السكر في الدم.
- اختبار تحفيز الهرمون الـ ACTH: يقوم هذا الاختبار على قياس مستوى هرمون الكورتيزول في الدم قبل حقن هرمون ACTH الصناعي وبعده لتقييم كفاءة عَمَل الغدد الكظرية.
بعد أن تعرفنا على اعراض الغدة الكظرية وعلاجها (تحديدًا أعراض القصور)، نستعرض معكَ -عزيزي القارئ- تجارب المرضى مع اضطرابات الغدة الكظرية.
تجربتي مع الغدة الكظرية وطرق علاج اضطراباتها
إذا سألت عيَنة عشوائية من المرضى المُصابين بأحد اضطرابات الغدة الكظرية -فرط نشاط الغدة أو قصور وظائفها- عن تجاربهم مع رحلة العلاج، سيُجيب بعضهم: “وصف لي الطبيب بعض الأدوية خلال تجربتي مع الغدة الكظرية أثناء رحلة علاج قصور وظائفها”.
بينما يُجيب البعض الآخر: “خضعت لعملية استئصال الغدة الكظرية خلال تجربتي مع علاج تضخم الغدة الدرقية وفرط نشاطها”. نعم، لا تندهش عزيزي القارئ، فعندما تُنتِج الغدة كميات كبيرة من الهرمونات، يلجأ أطباء الجراحة العامة إلى استئصال كلتا الغدتين الكظريتين أو إحداهما للحد من المضاعفات ومنع تطور المَرض.
مَن هو أفضل دكتور جراحة عامة لعلاج الغدة الدرقية؟
يُعد الدكتور محمد صابر افضل دكتور جراحة عامة في القاهرة مُختَّص بإجراء جراحة استئصال الغدة الكظرية وتشخيص جميع حالات اضطرابات الغدة الكظرية.
استعرض مقالنا اليوم الذي كان بعنوان “اعراض قصور الغدة الكظرية” أبرز علامات قصور وظائف الغدة الكظرية، كما بيّنَ مضاعفات تجاهل تلك العلامات وأضرار تأجيل الخضوع للعلاج.