تقيمك

تقع الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة وتُفرِز بعض الهرمونات في مجرى الدم من أجل تنظيم عدد كبير من العمليات الحيوية الضرورية، مثل: الهضم، وعملية تحويل الطعام إلى طاقة تستهلكها خلايا الجسم، ذلك إلى جانب دورها المُهم في تنظيم درجة حرارة الجسم وسرعة نبضات القلب.
إذا كنت تبحث عن علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة فمن المتوقع أنك خضعت للتشخيص ورشحّك الطبيب للخضوع إلى أحد التدخلات الجراحية الهادفة إلى استئصال كتل الغدة الدرقية الحميدة، أو استئصال الغدة الدرقية بالكامل. تابِع مطالعة المقال إذًا لتتعرف على التفاصيل.

هل تضخم الغدة الدرقية خطير؟

إنَّ تضخم الغدة الدرقية -في معظم الحالات- ليس خطيرًا، فعادةً ما تتضخم هذه الغدة نتيجة سببين حَميدَين لا يُشكلان خطورة كبيرة، الأول هو نمو عُقيدات أو حويصلات حميدة على أنسجة الغدة، والثاني هو زيادة نشاط الغدة وإفرازها لكمية كبيرة من الهرمونات.

في حالات نادرة، قد تتضخم الغدة الدرقية نتيجةَ نمو أورام سرطانية عليها، وهو ما يتطلب الخضوع لجراحة استئصال عاجلة من أجل إزالة الغدة والتخلص من خلايا الورم الخبيث التي قد تنتشر إلى مناطق أخرى في الجسم.

مما سبق يتضح أن هناك أسبابًا عدّة تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية، ما يَعني أن التشخيص ومعرفة سبب التضخم هو حجر الأساس الذي ستُبني عليه الخطة العلاجية لاحقًا.

التشخيص قبل علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة

قبل تحديد طريقة العلاج، يُشخص الطبيب مريضه وفق بروتوكول تشخيصي مُرتّب يهدف إلى اكتشاف السبب الرئيسي لتضخم الغدة الدرقية.

تشمل الفحوصات التشخيصية:

الحصول على التاريخ المرضي

يسأل الطبيب عن الأعراض التي يشعر بها مريضه، فعلى سبيل المثال لا الحصر: قد يشعر المريض بتسارع نبضات القلب، ويفقِد وزنه فجأة دون سبب واضح، ويُفرِز جسمه كمية كبيرة من العرق، وهي علامات تدل على فرط نشاط الغدة الدرقية.

الفحص السريري (باليد والنَظَر)

يؤدي -عادةً- تضخم الغدة الدرقية إلى ظهور كتلة أو حدوث تورُّم في منطقة الرقبة، وفي أثناء الفحص السريري، يفحص الطبيب تلك الكتلة ويُقيّم خصائصها (ما إذا كانت تتحرك مع البلع أو تحريك اللسان أم لا).

الأشعّات والتحاليل الشاملة

يُجري الطبيب بعض الفحوصات التشخيصية من أجل تأكيد التشخيص الصحيح الذي سوف تُحَدد على أساسه خطة العلاج. تشمل تلك الفحوصات:

  • تحليل الدم الهادف إلى قياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية، مثل: هرمون الثيروكسين (T4)، وهرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3).
  • تصوير الغدة الدرقية عبر أشعة الموجات فوق الصوتية لتحديد مقدار التضخم وموقعه في الغدة.
  • سحب عينة من نسيج الغدة الدرقية لتقييم خصائص الكُتل وتحديد سلوك خلاياها (ما إذا كانت حميدة أم سرطانية).

هل يُمكن علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة؟

يُمكن علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة في الحالات التي تُعاني فرط نشاط الغدة عبر وصف مجموعة أدوية تَحُد من معدل إفراز هرمونات الغدة الدرقية.

أما إذا كان التضخم ناتجًا عن نمو كتل حميدة أو خبيثة في نسيج الغدة، سوف يستلزم الأمر إجراء جراحة استئصال من أجل إزالة الكتل الحميدة، أو استئصال الغدة الدرقية بالكامل في حالة وجود أورام سرطانية خطيرة.

عملية استئصال الكتل الحميدة

تستهدف هذه العملية استئصال العقيدات أو الحويصلات الحميدة المتكونة في نسيج الغدة الدرقية، أي أنها تُعد جراحة استئصال جزئي للغدة، وتجرى للمريض تحت تأثير التخدير الكامل.

عملية استئصال الغدة بالكامل (في حالة الإصابة بأورام الغدة الدرقية)

إذا تأكّد الطبيب من وجود أورام سرطانية بعد اطلاعه على نتائج العينة المسحوبة مُسبقًا من نسيج الغدة الدرقية، سوف يُقرر إجراء جراحة استئصال كامل للغدة الدرقية من أجل الحفاظ على حياة المريض ومنع انتشار خلايا الورم إلى أعضاء أخرى.

تُجرى جراحات الاستئصال عبر طريقتين، الأولى هي الجراحة المفتوحة التي تتضمن صُنع فتحة جراحية كبيرة في منطقة الرقبة، ومن ثمّ فصل الغدة الدرقية عن الأنسجة المحيطة بها، والثانية هي المنظار الجراحي، وتعتمد هذه الطريقة على إحداث شقوق صغيرة من أجل إدخال المنظار والأدوات الجراحية، ولا تترك أي علامات مرئية على سطح الجلد.

تُصنّف عمليات استئصال الغدة الدرقية بالمنظار كإحدى وسائل علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة، نظرًا لما تتضمنه هذه العمليات من تدخل جراحي محدود للغاية.

ما نسبة نجاح العملية؟

تقع الغدة الدرقية في مكان حساس جدًا في منطقة الرقبة، ويُحيط بها مجموعة أعصاب وأوعية دموية، لذلك ينبغي أن يُجري الجرّاح العملية بدقة شديدة دون إلحاق الضرر بالأعصاب أو الأنسجة المُحيطة بالغدة.

لكن لا داعي للقلق، فعادةً ما تصل نسبة نجاح عملية الغدة الدرقية إلى 98% أو أكثر، ولن يتعرض المريض لأي نوع من المضاعفات الواردة طالما أُجريت الجراحة بإشراف جرّاحٌ خبير بإجراء مثل هذا النوع من العمليات الحساسة والدقيقة.

مرحلة ما بعد عملية الغدة الدرقية

تحتاج مرحلة الاستشفاء في ما بعد عملية الغدة الدرقية إلى رعاية صحية متكاملة من أجل الحفاظ على سلامة المريض، سواءًا أُجريت العملية عبر الجراحة المفتوحة وفتح منطقة العُنق، أو باستخدام المنظار الجراحي الدقيق.

بعد العملية، سوف يُوصي الطبيب بالراحة التامة والاعتناء بجرح العملية والحفاظ على نظافته وإبقائه جافًا قدر المُستطاع -لا سيما إذا تم استئصال الغدة جراحيًا عبر شق الرقبة-.

سيصف الطبيب أيضًا بعض الأدوية المُسكنة من أجل تخفيف الألم والسيطرة عليه، ذلك إلى جانب أدوية هرمونات الغدة الدرقية البديلة التي تُساعد على تعويض وظائف الغدة الدرقية المُستأصلة.

إضافةً إلى ما سبق، سوف يتبع المريض نظامًا غذائيًا خاصًا خلال الفترة الأولى من مرحلة الاستشفاء، وسيعتمد هذا النظام بالأساس على المأكولات الغنية بالألياف الغذائية من أجل تحسين حركة الأمعاء ومنع الإصابة بالإمساك.

ملحوظة: ينبغي زيارة الطبيب بصفة دورية بعد الخضوع للجراحة من أجل تقييم النتائج والاطمئنان على الصحة العامة.

كم تكلفة عملية الغدة الدرقية في مصر؟

تختلف تكلفة عملية الغدة الدرقية في مصر تبعًا لطريقة الجراحة نفسها، فقد تُجرى عبر الجراحة المفتوحة أو باستخدام المنظار الجراحي الذي يسمح باستئصال الغدة أو التكتلات الحميدة الموجودة بها عبر شقوق صغيرة.

من المتوقع أيضًا أن تزداد تكلفة الجراحة كلما كان طبيب الجراحة العامّة المُشرف على العلاج خبيرًا وصاحب رصيد كبير من الجراحات الناجحة.

إذا كنت تشكو تضخمًا في منطقة العنق، نوصيكَ بزيارة الدكتور محمد صابر –احسن دكتور جراحة عامة فى مصر– من أجل الخضوع للكشف وتشخيص سبب ظهور ذلك العَرَض، ومن ثمّ تحديد خطة علاج تضخم الغدة الدرقية بدون جراحة أو بجراحة طبقًا لحالتك الصحية ونتائج فحوصاتك.