تقيمك

يُصيب خمول الغدة الدرقية عدد كبير من المرضى حول العالم، وينتج عنه الكثير من الأعراض المزعجة منها الخمول والكسل، وزيادة حساسية الجسم للبرودة وتغير درجة الحرارة، ولذا يتم وصف بعض الأدوية للتغلب على نقص هرمونات الغدة الدرقية، لكن يكثر التساؤل هل يمكن علاج قصور الغدة الدرقية نهائيا؟ هذا ما سنجيب عنه خلال السطور القادمة، مع التعرف على أهم المعلومات عن قصور الغدة.

الغدة الدرقية Thyroid gland هي تلك الغدة الموجودة أسفل تفاحة آدم مباشرةً على هيئة فراشة، وهي أحد أجزاء جهاز الغدد الصماء، المسئولة عن إفراز مجموعة من الهرمونات الهامة التي تساعد في تنظيم عدد كبير من الوظائف الحيوية في الجسم، لكن في بعض الأحيان قد تتعرض الغدة الدرقية للخمول نتيجة لعدد من الأسباب، مما يؤثر على وظيفتها وبالتالي على كثير من الوظائف الحيوية في الجسم مثل عمليات الأيض، وتنظيم مُعدل ضربات القلب، والتأقلم مع درجات الحرارة وغيرها.

أهم أسباب خمول الغدة الدرقية

هناك عدد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بخمول أو كسل الغدة الدرقية من أهمها:

  • الإصابة بمرض هاشيموتو: وهو أحد أمراض المناعة الذاتية التي يُنتج فيها الجسم أجسام مُضادة تهاجم خلايا و أنسجة الغدة الدرقية، مما يتسبب في نقص قدرتها على إفراز الهرمونات. 
  • العدوى: قد تسبب العدوى ببعض الفيروسات إلى التأثير على وظيفة الغدة الدرقية. 
  • نقص اليود: يدخل اليود في تكوين الهرمونات الأساسية التي تُنتجها الغدة الدرقية منها الثيروكسين، ونتيجة لنقص تناول اليود في النظام الغذائي؛ يؤدي إلى خمول الغدة الدرقية. 
  • إزالة جزء من الغدة الدرقية: في بعض الأحيان قد يتم إزالة جزء من الغدة الدرقية نتيجة الإصابة بورم، أو زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهو ما قد يؤثر على قدرتها على إنتاج الهرمونات.
  • خلل الغدة النخامية: يتم إفراز هرمونات الغدة الدرقية نتيجة لتلقي إشارات من الغدة النخامية، وفي بعض الأحيان قد تُصاب الغدة النخامية بخلل مثل بعض الأورام، وهو ما يؤثر على إفرازات الغدة الدرقية.
  • تناول بعض الأدوية: يؤثر تناول بعض الأدوية التي تحتوي على الليثيوم على إفراز هرمونات الغدة الدرقية. 

أهم أعراض خمول الغدة الدرقية

نتيجة لتأثير هرمونات الغدة الدرقية على عدد كبير من الوظائف الحيوية؛ لذا فإن خمول الغدة يتسبب في الإصابة ببعض الأعراض من أهمها:

  • شحوب الجلد. 
  • التعب والإرهاق. 
  • زيادة الوزن.
  • تورم وانتفاخ الوجه. 
  • الإصابة بالاكتئاب. 
  • تساقط الشعر. 
  • زيادة الشعور بالبرد. 

أما عن علاج خمول الغدة الدرقية؛ فيتمثل في تناول بديل لهرمونات الغدة الدرقية خاصةً هرمون الثيروكسين، وعادةً ما يتم تناول الهرمون مدى الحياة.

أما عن نتائج استخدام علاج قصور الغدة الدرقية وبدء تحسن الأعراض أو اختفائها؛ فقد يستغرق الأمر عدة أسابيع وقد يصل إلى عدة أشهر، لذا فيجب اتباع تعليمات الطبيب وتناول العلاج يومياً وفقاً لتعليمات الطبيب، فلا يجب استعجال النتائج، أو التوقف عن استخدام العلاج دون الرجوع إلى الطبيب.

ويتم إجراء الفحوصات اللازمة حتى يصل الطبيب إلى الجرعة المناسبة لكل حالة، وحتى عند الوصول إلى الجرعة المناسبة؛ فمع مرور الوقت قد يحتاج الطبيب لتغيير الجرعة مرة أخرى للوصول إلى النتائج المرغوبة، وعدوة مستويات الثيروكسين إلى المستوى الطبيعي في الدم.

هل يمكن علاج قصور الغدة الدرقية نهائيا؟

يضطر مرضى كسل أو خمول الغدة الدرقية لتناول بدائل الهرمونات للتغلب على نقص الهرمونات وتقليل الأعراض المُصاحبة للمرض، لكن هل يمكن علاج قصور الغدة الدرقية نهائيا؟ هذا ما يدور في خُلد الكثير من مرضى قصور الغدة.

والإجابة أن الكثير من مرضى كسل الغدة الدرقية يضطرون لاستخدام بدائل الهرمونات مدى الحياة، للتغلب على نقص الهرمونات، وهذه الحالات تعاني من تلف دائم في خلايا الغدة المسؤولة عن إنتاج الهرمونات.

لكن هناك بعض حالات خمول الغدة قد يمكن الشفاء تماماً والتوقف عن تناول بدائل الهرمونات، منها حالات خمول الغدة الناتج عن الإصابة بعدوى فيروسية، أو بعض الحالات البسيطة التي قد يعود فيها مستوى هرمونات الغدة لمستواها الطبيعي.

لكن النسبة الكُبرى من مرضى خمول الغدة تتطلب الحصول على جرعات ثابتة من بدائل الهرمونات يومياً وفقاً لما يحدده الطبيب، ويجب المتابعة وإجراء التحاليل اللازمة لضبط الجرعة اللازمة، فبعض الحالات قد تتطلب الحصول على جرعات أكبر من العلاج.