تقيمك

الغدة الدرقية أحد أهم الغدد الصماء الموجودة في الجسم، والتي تُفرز عدد من الهرمونات التي تُساعد في كثير من الوظائف الحيوية، لكنها تتعرض في بعض الأحيان لعدد من المشكلات منها خمول الغدة، وعدم قدرتها على إفراز الهرمونات بصورة طبيعية وبالكميات المطلوبة للجسم، فهل خمول الغدة الدرقية مرض خطير؟ وكيف يتم التعامل معه؟ سنُجيب عن هذه الأسئلة في السطور القادمة.

خمول الغدة الدرقية أو ما يُعرف بـ كسل الغدة، هو أحد المشكلات التي تُصيب الغدة الدرقية الموجودة في الجزء الأمامي من الرقبة مباشرةً على القصبة الهوائية، وتبدأ في أداء وظيفتها بتحفيز من الغدة النخامية الموجودة في الدماغ، حيث تفرز مجموعة من الهرمونات التي تساعد في العديد من الوظائف الحيوية بالجسم.

هرمونات الغدة الدرقية

تفرز الغدة الدرقية ثلاثة هرمونات أساسية تساعد الجسم بالقيام بوظائفه الحيوية، وفيما يلي هذه الهرمونات:

  • هرمون الثيروكسين: أو هرمون T4 وهو الهرمون الذي يساعد في العديد من العمليات الحيوية مثل تنظيم ضربات القلب، وعمليات الأيض والتمثيل الغذائي، وصحة العظام، والمحافظة على العضلات، وتطوير المخ.
  • هرمون ثلاثي يود الثيرونين: ويقوم بوظيفة مشابهة لهرمون الثيروكسين في تنظيم عمليات الأيض والهضم، والحفاظ على العضلات والعظام.
  • هرمون الكالسيتونين: يساعد في الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الدم خلال أكثر من طريقة. 

ويُحفز إنتاج هذه الهرمونات هرمون TSH والذي يتم إفرازه من الغدة النخامية، لذا قد يحدث قصور الغدة الدرقية في بعض الأحيان نتيجة تلف أو مشكلة في الغدة النخامية، ويتضح ذلك من خلال قياس نسب هذه الهرمونات في الدم.

قصور الغدة الدرقية

يعني قصور الغدة الدرقية هو عدم قدرتها على إنتاج الهرمونات بالكميات المطلوبة للجسم، ويحدث ذلك نتيجة لعدة أسباب، وعادةً لا تتسبب هذه الحالة في أعراض خطيرة في البداية، لكن مع الوقت قد يحدث عدد من المضاعفات، ويتم تشخيص كسل الغدة من خلال قياس نسب الهرمونات التي تُفرزها.

هل خمول الغدة الدرقية مرض خطير؟

يتساءل العديد من المرضى هل خمول الغدة الدرقية مرض خطير؟ والحقيقة أن مرض قصور الغدة الدرقية ليس بالمرض الخطير، وعند التشخيص الدقيق له وعلاجه بالطريقة الصحيحة، وذلك من خلال تناول الأدوية التي تحتوي على بدائل الهرمونات التي تُفرزها الغدة؛ في هذه الحالة يمكنك ممارسة حياتك بصورة طبيعية، دون التأثر بهذا المرض.

لكن عند إهمال علاج كسل الغدة الدرقية، فقد يتسبب ذلك في ظهور بعض الأعراض والتي تشمل:

  • زيادة الوزن والسمنة. 
  • الحساسية الشديدة للبرودة. 
  • الإرهاق المستمر والخمول. 
  • ضعف وتيبس العضلات. 
  • انتفاخ في الوجه. 
  • بحة في الصوت. 
  • ضعف ضربات القلب. 
  • الإصابة بالاكتئاب وبعض الأمراض النفسية. 
  • الإصابة بألم وتورم المفاصل. 
  • الإصابة بالإمساك. 
  • جفاف في البشرة. 

وفي حال ظهور هذه الأعراض أو بعضها؛ يجب مراجعة الطبيب للتشخيص وتلقي العلاج المناسب، وتجنب أي مضاعفات قد تؤثر على قدرتك على ممارسة حياتك بصورة طبيعية.

ما هي أسباب قصور الغدة الدرقية؟

هناك عدة أسباب قد تساعد في الإصابة بخمول الغدة الدرقية من أهمها:

  • أمراض المناعة الذاتية: 

وتعني أن جهاز المناعة يتعامل مع الغدة الدرقية على أنها جسم غريب، لذا يقوم بمهاجمة أنسجتها، مما يتسبب في إتلاف الغدة وعدم قدرتها على القيام بوظيفتها، ويسمى مرض هاشيموتو، وهو من أكثر أسباب الإصابة بقصور الغدة الدرقية. 

  • التعرض للعلاج الإشعاعي: استخدام العلاج الإشعاعي لعلاج أورام الرأس والرقبة يؤثر على الغدة الدرقية، وقد يتسبب في الإصابة بقصور الغدة.
  • استخدام بعض الأدوية: تؤثر بعض الأدوية المُستخدمة في علاج الأمراض النفسية مثل الليثيوم على الغدة الدرقية، وقد تتسبب في بعض الأحيان في إصابتها بالخمول. 
  • استئصال الغدة: يتم استئصال الغدة في بعض الحالات منها أورام الغدة، مما يؤثر على قدرتها على إنتاج الهرمونات بالكميات الطبيعية.
  • أدوية فرط نشاط الغدة: قد تتسبب الأدوية المُستخدمة لعلاج فرط نشاط الغدة، والتي تعمل بصورة أساسية على تقليل إفراز الهرمونات بها في بعض الأحيان في إصابتها بالخمول أيضاً. 

علاج خمول الغدة الدرقية

يعتمد علاج قصور الغدة الدرقية بصورة أساسية على تناول هرمون مُصنع يُسمى ( ليفوثيروكسين )، ويشبه هرمونات الغدة الدرقية، ويؤدي نفس وظائفه، ويقوم الطبيب بتحديد الجرعة المناسبة لك وفقاً لنشاط الغدة الدرقية ونسبة الخمول بها، وذلك اعتماداً على التحاليل ونسب الهرمونات، ويتم تناول العلاج بشكلٍ يومي في نفس المعاد، وللحصول على أعلى تأثير له؛ يفضل تناوله قبل الطعام.