علاج فتق السرة بدون جراحة
يحدث الفتق السري جراء بروز جزء من الأمعاء من فتحة السرة، وتظهر تلك المشكلة بكثرة في الأطفال الرضع حديثي الولادة، ومن المعتاد أن تختفي في الأعوام الأولى من عمر الطفل.
للأسف قد لا يختفي ذلك الفتق مع بعض الأطفال، فيستمر ظهور الفتق أكثر من عدة أعوام، وخشيةً من إخضاع الطفل لعملية جراحية يتساءل الأهل هل يمكن علاج فتق السرة بدون جراحة؟
هل يمكن علاج الفتق السري بدون جراحة؟
الفتق السري أحد المشاكل الصحية التي تصيب الأطفال الصغار في عامهم الأول، وتظهر -أيضًا- في البالغين وكبار السن، وتنتج تلك المشكلة جراء عدم التحام عضلات بطن الطفل في منطقة فتحة السرة جيدًا بعد الولادة، مما قد يسمح للأمعاء بالبروز من مكانها.
عادةً ما يترك احسن دكتور جراحة عامة فى مصر الفتق السري لعدة أشهر -قد تصل إلى 6 أشهر أو سنتين- دون علاج، أملًا في أن يتعافى من تلقاء نفسه، لكن إنْ لم يحدث ذلك لجأ إلى علاج الفتق السري عبر وسائل حديثة.
يتداول البعض معلومات حول إمكانية علاج فتق السرة بدون جراحة، وفي الحقيقة تعتبر هذه المعلومات خاطئة وغير صحيحة، فالفتق السري لا يمكن علاجه إلا من خلال الخضوع لعملية جراحية تسمى عملية الفتق السري بالمنظار.
تُعد عملية الفتق السري بالمنظار من التدخلات الجراحية المحدودة على عكس جراحة فتق السرة التقليدية التي تتطلب فتح البطن وعمل شق جراحي كبير لإصلاح الفتق، وجراء التدخل الجراحي المحدود قد يطلق البعض على العملية علاج فتق السرة بدون جراحة، لهذا وجب علينا التنبيه إلى المعنى الحقيقي المقصود بالتسمية.
دواعي علاج فتق السرة بدون جراحة (بالتدخل المحدود)
عادةً ما تتضمن اعراض الفتق السرى انتفاخًا في فتحة السرة لا يصاحبه أي ألم، ويظهر هذا الانتفاخ عند بكاء الطفل وصياحه، وقد يظهر -أيضًا- في أثناء السعال، وفي هذه الحالة لا يُعد الفتق خطيرًا على حياة الطفل.
أما لو لاحظ المريض المصاب أو لاحظ الأهل وجود فتق سري في بطن الطفل وصاحب ذلك الأعراض التالية، فمن الضروري أن يتوجهوا إلى الطبيب على الفور:
- الشعور بألم شديد يظهر على هيئة بكاءٍ مستمر وصراخ لفترات زمنية طويلة.
- القيء واستفراغ الطعام أو حليب الرضاعة.
- تصلب الفتق أو تورمه أو تغير لونه.
شروط علاج فتق السرة بدون جراحة (بالتدخل المحدود)
وضحنا سابقًا أن الفتق السري يختفي من تلقاء نفسه، لهذا لا يُحبذ أن يخضع الطفل للعملية بمجرد ملاحظة أعراض الفتق السري، نستنتج من ذلك أنه ليس كل الأطفال مؤهلين للخضوع للعملية الجراحية.
ينصح الطبيب بعملية فتق السرة بالمنظار ذات التدخل المحدود إذا توافرت الشروط التالية:
- الشعور بألم شديد بسبب الفتق.
- كبر حجم الفتق بحيث يتراوح قطره ما بين ¼ إلى ¾ إنش.
- بقاء الفتق لمدة أكثر من سنتين دون أن يقل حجمه قليلًا، وقد يظل حتى بلوغ الطفل عمر الخمسة أعوام.
- انسداد الأمعاء، وظهور أعراض تدل على وجود مشكلة ما تؤثر على سلامة الجهاز الهضمي.
نصائح هامة قبل علاج فتق السرة بدون جراحة (بالتدخل المحدود)
قبل خضوع المريض أو الطفل لعملية الفتق السري بالمنظار، يلزم اتباع النصائح التالية:
- القيام بالفحوصات الطبية التي يوصي بها الطبيب، مثل التصوير بالسونار أو الأشعة المقطعية للتأكد من عدم تدهور حالة الفتق.
- التوقف عند تقديم الطعام للطفل قبل 8 ساعات من العملية.
- سؤال الطبيب عن تكلفة عملية الفتق السري بالمنظار والاستعداد لدفع السعر قبل العملية.
بهذه الطريقة يصبح الطفل مستعدًا للخضوع لعملية الفتق السري بالمنظار أو كما يسميها البعض علاج فتق السرة بدون جراحة.
كيفية إجراء عملية فتق السرة بالمنظار
تُجرى عملية الفتق السري بالمنظار بالطريقة التالية:
- التخدير.
- عمل شقوق جراحية صغيرة حول موضع الفتق.
- إدخال المنظار عبر تلك الشقوق، وهو جهاز مكون من أنبوب طويل ورفيع في نهايته كاميرا صغيرة للغاية ويتصل بشاشة تشبه إلى حد كبير شاشة التلفاز.
- خياطة العضلات الضعيفة معًا حتى لا يعود الفتق مرة أخرى
كم يستغرق علاج فتق السرة بدون جراحة (بالتدخل المحدود)؟
تعتبر عملية فتق السرة بالمنظار من العمليات القصيرة، فالعملية لا تستغرق الكثير من الوقت، وتنتهي -تقريبًا- خلال 20 دقيقة أو نصف ساعة.
كيفية العناية بالطفل بعد عملية الفتق السري بالمنظار
بعد الانتهاء من العملية يتم نقل الطفل إلى غرفة أخرى إلى أن يزول مفعول المخدر ويستيقظ من نومه، وبعد ذلك يفحصه الطبيب حتى يطمئن أن العملية قد سارت على خير ما يرام.
حينما يتأكد الطبيب من استقرار حالة الطفل يسمح لأهله بمغادرة المستشفى والعودة به إلى المنزل، على أن يتبعوا النصائح التالية جيدًا:
- الحرص على إعطائه الأدوية العلاجية في مواعيدها المحددة، بما فيها مسكنات الألم حتى يهدأ الألم قليلًا، ولا يستمر الطفل في البكاء.
- عدم السماح للطفل بممارسة أي تمارين رياضية عنيفة أو السباحة إلا بعد مرور أسبوعين أو ثلاثة على يوم العملية.
- إعادة الكشف على الطفل مرة أخرى بعد مرور فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد العملية.
هل تشكل عملية فتق السرة بالمنظار خطرًا على حياة الطفل الرضيع؟
تعتبر عملية فتق السرة بالمنظار من العمليات الناجحة، فنسبة نجاحها تتعدى 95 بالمائة، لهذا لا داعي أن يشعر المرضى بالقلق ويتساءلون هل سوف تنتهي تجربتي مع الفتق السري بنجاح؟، وكذلك الحال مع أهل الطفل الصغير.
ويجدر بنا التنبيه إلى أن عملية الفتق السري كغيرها من العمليات الجراحية قد يصاحبها بعض الآثار الجانبية، مثل الألم الذي ينتهي بعد فترة وجيزة، وفي بعض الحالات قد يصاحبها مخاطر غير مرغوبة نتعرف عليها فيما يأتي.
مخاطر عملية فتق السرة بالمنظار
تتضمن مخاطر عملية الفتق السري ما يلي:
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تورم جرح العملية بشدة واحمراره.
- خروج دم من جرح العملية.
- الغثيان والقيء.
- الإصابة بالإسهال أو الإمساك
عند الإصابة بأي من المضاعفات السابقة فلا بد من التواصل بسرعة من جراحٍ عام وزيارته في عيادته لعمل الفحوصات الطبية اللازمة ومعرفة سبب ظهور تلك المضاعفات.
أهمية الخضوع لعملية فتق السرة بالمنظار
إنَّ جراحة الفتق السري بالمنظار تساهم بصورة كبيرة في حماية المريض والطفل من تدهور حالة الفتق، والذي قد يتسبب في إنهاء حياته -لا قدر الله-، فكلما ازداد سوء الحالة قلّ تدفق الدم نحو الأمعاء وأصاب الضرر بعض الأجزاء فيها وصارت تشكل خطرًا على الحياة.
لهذا ينصح الدكتور محمد صابر دائمًا بضرورة الاهتمام بعمل الفحوصات الطبية -حتى في بداية ظهور الفتق- لمعرفة درجة المرض وعلاجه في البداية قبل أن يسبب الكثير من المضاعفات.