عملية تكميم المعدة بالمنظار

عملية تكميم المعدة بالمنظار هي واحدة من أشهر وأهم وأنجح جراحات السمنة في وقتنا الحالي، وقد خضع لها المئات.. بل الآلاف ممن يعانون من مرض السمنة المفرطة، تلك المشكلة التي صح تسميتها بأنها “مرض العصر”.. إذ إنها قد انتشرت بصورة بالغة في كافّة المجتمعات، وخاصة مجتمعاتنا العربية، وذلك بسبب كثرة العادات الغذائية السيئة.

وبعودتنا إلى الحديث عن عملية التكميم بالمنظار التي هي واحدة من أفضل عمليات السمنة الجراحية.. نوضّح لكم كافّة التفاصيل الخاصة بهذه العملية والحالات المرشّحة لها، وأهم ما يميز هذه الخدمة لدى احسن دكتور جراحة عامة فى مصر.. الدكتور محمد صابر -أستاذ الجراحة العامّة وجراحات السمنة والمناظير-.

ما هي عملية تكميم المعدة؟

إن السبب الرئيسي لزيادة الوزن هو الشراهة لتناول الطعام، أو تناول كميات كبيرة من الطعام، سواء كان ذلك بسبب عدم الشعور بالشبع، أو بسبب النهم للمأكولات الشهية.

وكلما كان النمط الغذائي الذي يتبعه الشخص بهذا الشكل، ويشتمل على تناول كميات كبيرة من الطعام.. حاولت المعدة أن تتأقلم مع هذا الوضع الجديد، ويبدأ جدار المعدة في الاتساع، ويزداد حجمها ليسع كميات أكبر من الطعام، ويظل الشخص يزيد من كميات الطعام التي يأكلها بصورة أكبر بكثير مما يحتاجه الجسم، فيزداد وزنه بسبب تخزين الجسم للسعرات الحرارية الزائدة.

وتهدف عملية تكميم المعدة بالمنظار أو بالجراحة التقليدية إلى تصغير حجم المعدة وإزالة الجزء القابل للتمدد فيها، واستئصال المنطقة المُحفّزة لإنتاج هرمون الجوع (الجريلين)، وبالتالي لا يتناول الشخص كميات كبيرة من الطعام، ولا تتمدد معدته مع مرور الوقت، ولا يشعر بالجوع أصلا بسبب مجموع هذه الإجراءات التي ذكرناها.

الأشخاص المرشحون للعملية؟

• من يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم عن 35 BMI، إذ يعني ذلك أنهم مصابون بالسمنة المفرطة.
• الأشخاص الذين يعانون من السمنة المتوسطة أو المفرطة ولا يستطيعون الالتزام بأي نظام غذائي، ولا يتمكنون من ممارسة أي أنشطة رياضية تساعدهم في إنقاص الوزن.
• من يعانون من الأمراض المزمنة المصاحبة للسمنة، مثل السكّري وارتفاع ضغط الدم.
• الأشخاص الذين يعانون من فقدان الثقة في أنفسهم بسبب شكل جسمهم الناتج عن زيادة غير طبيعية في الوزن.
• الذين لا يعانون من ارتجاع المريء، إذ إن عملية التكميم قد تزيد من حدة أعراض ارتجاع المريء (في هذه الحالة يكون إجراء عملية تحويل المسار هو الخيار الأفضل).

هؤلاء الأشخاص هم أفضل المرشحين لـ عملية التكميم بالمنظار، ويستطيع الطبيب المتخصص تحديد ما إذا كانت الحالة مرشّحة بالفعل لهذه العملية، أم أن هناك عملية قد تناسبهم بصورة أكبر، أو تكون نتائجها المتوقّعة أفضل.

ما هي طرق إجراء عملية تكميم المعدة؟

تُجرى عملية تكميم المعدة بالمنظار أو عن طريق الجراحة التقليدية، ولكن الطريقة الأشهر والتي يعتمد عليها أكثر الأطباء في وقتنا الحالي هي تقنية المنظار، وفيما يلي نتعرف على تفاصيل إجراء العملية بكلا الطريقتين.

عملية تكميم المعدة بالجراحة المفتوحة

في هذه العملية يقوم الطبيب بتخدير المريض تخديرًا كاملًا، وعمل شق جراحي كبير في البطن للوصول إلى المعدة، ومن ثم يقوم بقص جزء كبير منها وتدبيس المعدة، ومن ثم يُجري اختبار التسريب للتأكد من أن المعدة قد تم تدبيسها بطريقة صحيحة، وأنه لا يوجد احتمالية لحدوث تسريب فيما بعد.

ويُنهي الطبيب الإجراءات بعد خياطة جرح البطن بالخيوط التجميلية حتى لا تكون ظاهرة بعد العملية.

عملية التكميم بالمنظار

عملية تكميم المعدة بالمنظار هي الوسيلة الأحدث والأأمن للتخلص من السمنة المفرطة، وقد ساهم المنظار في الوقاية من العديد المضاعفات المحتملة لعمليات التكميم، إذ كانت الجراحة المفتوحة تشكّل خطرًا على حياة المريض في بعض الأحيان، لما فيها من تدخل جراحي كبير، فكان خطر الإصابة بالنزيف أو العدوى في هذه العمليات كبيرًا.

تُجرى عمليات تكميم المعدة بالمنظار عن طريق عمل 4 أو 5 فتحات صغيرة للغاية في البطن، ليتمكن الطبيب من خلالها من إدخال المنظار والأدوات الجراحية المساعدة.

وتتم هذه العملية أيضًا تحت تأثير التخدير العام للمريض، وفيها يقوم الطبيب بحقن الغاز داخل البطن لتوضيح الأجزاء الداخلية للجهاز الهضمي، ولسهولة تحريك المنظار أثناء إجراءات العملية.

وبالاستعانة بالمنظار الجراحي يقوم الطبيب بقص حوالي 70% إلى 80% من حجم المعدة، بما في ذلك الجزء القابل للتمدد والجزء الذي يحفّز إفراز هرمون الجوع، وينهي الطبيب الإجراء بخياطة الثقوب الصغيرة التي أجراها سابقًا بواسطة الخيوط التجميلية التي تختفي مع مرور الوقت.

ولكن لتطور هذه العملية والتقنيات المستخدمة فيها يزداد سعر عملية تكميم المعدة بتقنية المنظار عن سعر العملية التي تعتمد على الجراحة المفتوحة.

ومما ينبغي الإشارة إليه أنه يندرج تحت تقنية تكميم المعدة بالمنظار عدة مسميات وعمليات أخرى، وبيان ذلك كما يلي:

• التكميم البكيني، وهي عملية تتم من خلال فتحة في منطقة السرة، وفتحتين في منطقة أسفل البكيني حتى لا تكون ظاهرة بعد العملية، وهي من أكثر الطرق التي يبحث عنها الكثير من النساء للحفاظ على شكل البطن الجمالي بعد العملية.
• تكميم المعدة المعدّل، وهي طريقة يتّبعها بعض الأطباء كوسيلة لتجنب توسّع المعدة بعد العملية أخرى، وفيها يقوم الطبيب بوضع حلقة من السيليكون حول المعدة بعد التكميم.

ولا تعد هذه المسميّات عمليات في حد ذاتها، ولكنّها طرقٌ أو فنّيات خاصة بكل طبيب يُجري هذا النوع من العمليات.

ما هي نتائج عملية تكميم المعدة بالمنظار؟

من أهم ما يسأل عنه المرضى بعد عملية تكميم المعدة بالمنظار هو نتائج هذه العملية.. فمتى تظهر نتائج عملية التكميم؟ وهل هي حقًا تستحق؟

تبدأ نتائج عملية التكميم في الظهور من الأسبوع الأول للإجراء، ويلاحظ المريض فقدان حوالي 5 إلى 10 كيلوجرامات من وزنه الزائد بعد مرور أسبوعين من العملية، كما يلاحظ فقدان نحو 50% إلى 60% من وزنه الزائد بعد مرور نحو 6 أشهر من الإجراء، وحوالي 70% من وزنه الزائد بعد مرور نحو سنة من الإجراء.

وتستمر نتائج عملية التكميم في الظهور تباعًا خلال السنتين التاليتين للإجراء.. ولكن ثبات هذه النتائج يتوقّف على مدى التزام المريض بتعليمات ما بعد العملية، ومدى التزامه بنصائح الطبيب المتعلقة بـ عملية تكميم المعدة بالمنظار.

نصائح بعد عملية التكميم

ينبغي على المريض الذي خضع لعملية تكميم المعدة أن يلتزم بالنصائح والتعليمات التالية لضمان الحصول على أفضل النتائج من العملية، وتجنب التعرض لأي مضاعفات خطيرة:

• الالتزام بالنظام الغذائي الصحي الذي يصفه الطبيب، فلا يعني إجراء عملية التكميم أن المريض سيفقد وزنه تلقائيًا، ولكن يجب أن يكون هناك نظام غذائي يتضمن تقليل السكّريات والنشويات والمأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية كبيرة -حتى وإن كان حجم الوجبة صغيرًا-.
• تقليل كمية الطعام في الوجبة الواحدة، وذلك حتى لا يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة مثل التسريب أو الإغراق.
• الامتناع عن التدخين، فمن شأن التدخين أن يضر بالصحة العامّة للمريض، ويؤثر على التعافي من العملية.
• شرب كميات وفيرة من المياه خلال اليوم.
• تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية الشاقّة اول أسبوع بعد عملية تكميم المعدة بالمنظار.

وأخيرًا، ينصح الدكتور محمد صابر -استشاري الجراحات العامّة وجراحة السمنة والمناظير- بضرورة استشارة الطبيب فور الشعور بأي أعراض غريبة بعد العملية، ويشدد على ضرورة الالتزام بالنظام الغذائي الموصوف بعد العملية، إذ يُعد ذلك من أهم عوامل نجاح عملية التكميم بالمنظار.