تقيمك

تلعب الغدة الدرقية دوراً أساسياً في العديد من الوظائف الحيوية بالجسم من خلال عدد من الهرمونات التي تفرزها، وقد تتعرض هذه الغدة لعدد من المشكلات منها فرط النشاط والذي يزيد من إفراز الهرمونات عن المعدلات الطبيعية، كما قد تتعرض للخمول أو الكسل وهو ما يتسبب في نقص إفراز الهرمونات، فايهما اخطر خمول الغده او نشاطها؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال السطور القادمة.

تمثل الغدة الدرقية أحد أهم الغدد الصماء في الجسم، ويرجع ذلك لأهمية الهرمونات التي تفرزها في تنشيط وتنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، وعند حدوث أي مشكلة بها تتأثر هذه الوظائف بصورة كبيرة، سواء كان فرط نشاط أو كسل بالغدة، ففي كلتا الحالتين يتأثر الجسم بصورة أو بأخرى، لكن أيهما أخطر؟

وظائف الغدة الدرقية

لنتعرف على تأثير خمول أو فرط نشاط الغدة الدرقية على الجسم يجب أن نتعرف أولاً على وظائف هذه الغدة، ودورها في الجسم، فالغدة الدرقية تقوم بإفراز عدد من الهرمونات وهي هرمون الثيروكسين، و ثلاثي يود الثيرونين، و هرمون الكالسيتونين، وتساعد هذه الهرمونات في عدة وظائف في الجسم وهي:

  • تنظيم درجة حرارة الجسم. 
  • تنظيم معدل ضربات القلب. 
  • ضبط ضغط الدم. 
  • التحكم في عمليات الأيض ووزن الجسم

كما تلعب الغدة الدرقية أيضاً دوراً في عدد من العمليات الأخرى مثل عمليات التركيز، وسرعة الاستجابة للمؤثرات، وفي عمليات النمو عند الأطفال واكتمال الجهاز العصبي لديهم، وفي عمل العضلات، بالإضافة إلى عمليات تجديد الخلايا وإنتاج الطاقة.

قصور الغدة الدرقية

يُقصد بقصور أو خمول الغدة الدرقية هو عدم قدرتها على إنتاج كميات كافية من الهرمونات، مما يؤدي إلى خلل في الكثير من الوظائف التي تؤديها هذه الهرمونات، ويحدث كسل في الغدة الدرقية نتيجة بعض أمراض المناعة الذاتية ( مرض هاشيموتو )، أو استئصال الغدة بشكل جزئي أو كُلي، أو حالات تعرض الغدة للإشعاع، أو استخدام بعض الأدوية مثل الليثيوم أو الأدوية المُستخدمة في علاج فرط نشاط الغدة.

وينتج عن فرط نشاط عدة أعراض من أهمها:

  • عدم قدرة الجسم على التكيف مع البرودة. 
  • زيادة الوزن. 
  • بطء في نبضات القلب. 
  • الاكتئاب وتغير الحالة النفسية. 
  • الشعور بالإرهاق والتعب وعدم التركيز. 
  • الإصابة بالإمساك. 
  • جفاف البشرة والشعر مع تساقط الشعر. 

وغالباً ما يُصيب خمول الغدة الدرقية السيدات بصفة أكثر من الرجال، كما أنه يزيد مع التقدم في العمر، ويتم علاج هذه الحالة غالباً باستخدام بدائل الثيروكسين من الخارج.

فرط نشاط الغدة الدرقية

في هذه الحالة يُنتج الجسم كمية أكبر من هرمونات الغدة الدرقية بصورة أكبر من المعدل الطبيعي، ويحدث ذلك نتيجة للإصابة بمرض جريفز ( أحد الأمراض المناعية )، أو نتيجة التهاب الغدة، أو وجود أورام بالغدة النخامية، وفي هذه الحالة تظهر عدة أعراض قد تكون معاكسة لأعراض الخمول، ومن أهم هذه الأعراض:

  • فقدان الوزن غير المبرر على الرغم من تناول كميات كبيرة من الطعام. 
  • الحساسية الشديدة من الحرارة. 
  • تغير في حركة الأمعاء. 
  • تسارع في نبضات القلب. 
  • القلق والعصبية وصعوبة النوم. 
  • وهن العضلات. 
  • تورم الرقبة نتيجة لزيادة حجم الغدة.

ويتم علاج هذه الحالة باستخدام مثبطات نشاط الغدة الدرقية أو قد يتم إجراء جراحة استئصال جزئي أو كلي للغدة.

والآن بعد التعرف على كلا المرضين والأعراض التي قد تسببها؛ يمكننا الإجابة عن السؤال ” ايهما اخطر خمول الغده او نشاطها؟”

ايهما اخطر خمول الغده او نشاطها؟

يُعد كسل الغدة الدرقية وكذلك نشاطها المُفرط بنفس نسبة الخطورة، فكلا الحالتين في حال إهمالها وعدم تلقي العلاج المناسب تؤدي إلى مضاعفات قد تصل إلى الوفاة، لكن نسبة حدوث خمول في الغدة الدرقية أكبر من نسبة حدوث نشاط مُفرط بها، فمن بين كل خمس مصابين بخمول الغدة الدرقية هناك مُصاب واحد بنشاط الغدة، كما تكمن خطورة خمول الغدة في الإصابة بأمراض القلب واضطراب الوعي.

وعلى كلٍ فإن كلاً من فرط نشاط الغدة الدرقية أو كسلها من الأمراض الخطيرة إذا لم يتم التشخيص الدقيق لها واستخدام العلاج المناسب لها، لذا فعند الإصابة بالأعراض السابقة يجب التوجه للطبيب لتلقي العلاج المناسب.