تقيمك

يعتبر المريء الحلقة الواصلة بين الفم والمعدة، وهو أشبه بأنبوب مجوف من الداخل لكي ينقل الطعام من خلال الحركة الدودية، ويستمر في أداء وظيفته طالما لم يُصب بمرض ما، مثل السرطان.
إذا أُصيب المرء بسرطان المريء فقد يتطلب العلاج الخضوع إلى عملية استئصال المريء، فهل السرطان السبب الوحيد للخضوع لهذه العملية؟ أم هناك أسباب أخرى؟

أسباب الخضوع لعملية استئصال المريء

استئصال المريء هي عملية جراحية تهدف إلى إزالة كل المريء أو أجزاء منه وتعويض مكانه بعضوٍ آخر، وغالبًا ما تُجرى هذه العملية لهدفين رئيسيين، هما:

علاج الحالات المتقدمة من سرطان المريء

يظهر ورم المريء الخبيث في الطبقة المبطنة للمريء من الداخل، وينشأ من طفرات جينية تحدث داخل خلايا نسيج المريء، مما يؤدي إلى خلل في انقسام الخلايا ونموها، وبالتالي تنمو وتنقسم بصورة مفرطة عن الطبيعي، ثم تبدأ في الهجوم على الأنسجة المجاورة لتنتقل -فيما بعد- إلى الأنسجة البعيدة في الجسم.

تؤدي الإصابة بسرطان المريء إلى ظهور أعراض متعددة جراء عدم قدرة المريء على القيام بوظيفته على النحو المطلوب، وتتضمن الأعراض ما يلي:

  • صعوبة بلع الطعام لضيق مجرى المريء جراء تراكم الخلايا السرطانية بكثرة في الطبقة المبطنة لجدار المريء.
  • فقدان الوزن دون قصد (أي دون اتّباع حمية غذائية لإنقاص الوزن أو الخضوع لأي من عمليات السمنة الجراحية)، ويرجع السبب إلى صعوبة تناول الطعام، مما يدفع المرء إلى التقليل من كمية الطعام التي يتناولها في اليوم دون أن يشعر بذلك التغيير.
  • الشعور بألم في الصدر مع ضغط أو حرقة، فالمريء يمر بالتجويف الصدري ليصل إلى المعدة.
  • حرقة المعدة مع سوء الهضم.
  • السعال المستمر أو حشرجة الصوت.

يعالج سرطان المريء بنفس الكيفية التي تعالج بها جميع أورام الجسم الخبيثة، لكن إن كانت حالة المرض متقدمة للغاية فيفضل احسن دكتور جراحة عامة فى مصر استئصال جزء من المريء أو إزالته بالكامل للتخلص من الورم الخبيث.

مرض باريت (Barrett’s esophagus)

مرض باريت هو مرض يتسبب في تغيير طبيعة خلايا الجزء السفلي من المريء، ويحدث ذلك نتيجة تعرض المريء للارتجاع المعدي المريئي لفترة طويلة من الزمن، مما يؤدي إلى ارتجاع أحماض المعدة وتلف خلايا الجزء السفلي، بالتالي يحاول الجسم تعويض ذلك عبر تكوين خلايا جديدة.

يتسبب مرض باريت في صعوبة في بلع الطعام، بالإضافة إلى الشعور بحرقة شديدة جراء ارتجاع محتويات المعدة، وتعالج الحالات الشديدة والمتقدمة من هذا المرض عبر إجراء عملية استئصال المريء.

أيضًا يمكن اللجوء إلى استئصال المريء إن ضاق المجرى الداخلي أو إذا ابتلع المرء جسمًا غريبًا تسبب في تلف الطبقة المبطنة للمريء.

أهم التحضيرات قبل عملية استئصال المريء

قبل الخضوع للعملية ينبغي للمريض أن يصارح الطبيب حول الأدوية التي يتناولها، خاصةً إن كانت الأدوية تشتمل على مميعات الدم حتى لا تحدث أي مشكلة خلال إجراء العملية. وينبغي إخبار الطبيب بالأمراض المزمنة التي يشكوها المريض.

إذا كان المريض مدخنًا فمن الأفضل أن يقلع عن ذلك قبل الخضوع للعملية بفترةٍ من الزمن حتى تقل احتمالية ظهور مضاعفات عملية استئصال المريء.

كذلك من الضروري أن يهتم المريض بعمل الفحوصات الطبية التي يطلبها الطبيب منه قبل العملية، وتتضمن تلك الفحوصات ما يلي:

  • التصوير بالأشعة المقطعية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الفحوصات المعملية واختبارات الدم.

كيفية إجراء العملية

تُجرى عملية استئصال المريء تحت تأثير المخدر الكلي، وتتم بطريقتين، هما:

  • عملية استئصال المريء التقليدية: وفيها يزيل الطبيب المريء بالكامل أو جزءًا منه عبر صناعة شق جراحي كبير في العنق أو الصدر أو البطن.
  • عملية استئصال المريء بالمنظار: تعد تلك الطريقة الأكثر شيوعًا لاستئصال المريء، وتُجرى من خلال صناعة شقوق جراحية صغيرة لإدخال المنظار إلى الجسم.

لا تخلو أي عملية جراحية من احتمالية الإصابة بالمضاعفات، لكنها قد تقل عند اتباع نصائح الطبيب وإجراء العملية تحت إشراف جراح خبير. وينطبق الأمر على عملية استئصال المريء، فبعد الانتهاء من العملية قد تظهر على المريض بعض المضاعفات، مثل:

  • النزيف.
  • الإصابة بالعدوى البكتيرية جراء تلوث جرح العملية.
  • السعال.
  • تغير نبرة الصوت.
  • ارتجاع حمض المعدة.
  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • الإسهال.
  • ضيق التنفس.
  • صعوبة في بلع الطعام.

المدة التي تستغرقها العملية

تستغرق عملية استئصال المريء فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 ساعات، تتضمن تخدير المريض وإجراء كل خطوات العملية.

ماذا يحدث بعد عملية استئصال المريء؟

من الراجح أن المريض سوف يعجز عن تناول الطعام من الفم بعد العملية مباشرة، لهذا يُستعمل أنبوب للتغذية يوضع في البطن ليصل إلى الأمعاء الدقيقة مباشرة، ويستمر المريض على هذا الوضع لمدة تقدر من 4 إلى 6 أسابيع حتى يتعافى تمامًا من آثار العملية.

بعد العملية تصبح المعدة أقل حجمًا من السابق، لهذا من الضروري أن يدرك المريض كيفية التكيف مع الوضع الجديد للجسم ويتبع نصائح الطبيب.

نصائح هامة بعد العملية

يوجه الطبيب للمريض بعض النصائح الهامة التي تساعده على التكيف مع الوضع الجديد، وتتضمن تلك النصائح ما يلي:

  • فحص شق الجراحة يوميًا أثناء فترة التعافي للتأكد من سلامته وعدم وجود أي علامة على حدوث عدوى بكتيرية أو نزيف.
  • الاهتمام بنظافة الجرح وغسله بالماء والصابون.
  • الحرص على اتباع النظام الغذائي الذي ينصح به الطبيب والذي يتماشى مع الوضع الجديد للمعدة، فالمريض مُطالَب بتناول وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة.
  • مراقبة التغيرات التي تحدث في وزن الجسم، وإعلام الطبيب إذا حدثت تغيرات كبيرة.  

نسبة نجاح عملية استئصال المريء

تتأثر نسبة نجاح العملية بعدة عوامل، هي:

  • كفاءة الطبيب ومهارته.
  • مرحلة اكتشاف المرض وتطبيق العلاج، فإذا اُكتشف المرض مبكرًا زاد ذلك من نسبة نجاح العملية.

لهذا يرجى زيارة أحد الأطباء المتخصصين في مجال الجراحات العامة، مثل الدكتور محمد صابر -استشاري الجراحة العامّة وجراحة المناظير-، والذي يُعد خبيرًا في عملية استئصال المريء.